يمر الأطفال في بداية نموهم ووعيهم بتجارب كثيرة، وقد تشمل هذه التجارب الفرح والسعادة، والبعض الآخر الخوف والقلق، وهو أمر طبيعي للغاية في مراحل النمو والتطور لديهم.
لكن، قد تسبب بعض التجارب الأخرى اضطرابات، وتحديداً في الأعوام الأولى حتى الثالثة، ومنها اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال فما هو قلق الانفصال وما هي أعراضه وأسبابه وكيف يمكن علاج قلق الانفصال؟ كل هذا وأكثر تجده في مقالنا اليوم من مدونة إيزي دوك.
قلق الانفصال عند الأطفال هو فترة طبيعية يمر بها الطفل في مراحل النمو، إذ يمكن أن يشعر الطفل بقلق الانفصال بسبب بعض الأفكار، ولكن في معظم الحالات، يتغلب الأطفال عليها مع عمر الثالثة تقريباً.
لكن في بعض الحالات، يعد قلق الانفصال عند الأطفال خطيراً، وقد تبدأ مبكراً قبل دخول المدرسة، فإذا استمر لفترة طويلة وبدأ يؤثر على الأنشطة المدرسية أو اليومية، فيمكن أن يكون الطفل مصاباً بهذا الاضطراب، إذ قد يكون السبب غالباً بسبب قلَق الطفل على والديه أو على أحد الأشخاص القريبين.
يجدر بالذكر أن قلق الانفصال عند الأطفال يعد من بين أكثر الأمراض النفسية شيوعاً عند الأطفال، لا سيما في المملكة العربية السعودية، إذ أشارت بعض الأبحاث والدراسات عن أن نسب الإصابة بقلق الانفصال مرتفعة، وقد يعاني الطفل بسببها من الهلع عندما يُرغم على الانفصال عن أحد والديه.
كما يمكن أن يحدث قلق الانفصال عند البالغين والمراهقين، ولكن نسبة حدوثه لهم قليلة.
تبدأ أعراض قلق الانفصال عند الأطفال برفض الذهاب إلى المدرسة، لا سيما بعد مرور فترة طويلة في المنزل بسبب إجازة على سبيل المثال، وقد يزعم الطفل بأنه مريض أو يشعر بصداع أو ألم في البطن صباح كل يوم دراسي، وتزول هذه الأعذار بعد السماح له بالبقاء في المنزل.
يُشخص هذا الاضطراب عندما تكون الأعراض مفرطة أثناء سن النمو، ويسبب مشاكل واضحة في الوظائف اليومية، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
يمكن أن يحدث اضطراب القلق الانفصالي عند الأطفال في بعض الأحيان بسبب الضغوط الحياتية التي قد تؤدي إلى الانفصال عن الأشخاص المقربين مثل الأهل أو الأخوة، كما أن الوراثة قد تلعب دوراً في تطوير هذا الاضطراب.
وهناك بعض العوامل التي قد تسبب هذا الاضطراب، ومنها:
يشمل تشخيص اضطراب قلق الانفصال عن الأطفال تحديد درجة خطورته، وما إذا كان الطفل يمر بمرحلة عادية من هذا القلق بسبب النمو والتطور أو ما يشير إلى الإصابة باضطراب حقيقي، قد يحيل الطبيب إلى أخصائي نفسي متخصص في طب الأطفال النفسي مع خبرة في اضطرابات القلق الانفصالي، ويقوم الطبيب أثناء تشخيص اضطراب قلق الانفصال بعمل تقييم نفسي للطفل، وذلك من خلال إجراء مقابلة تتضمن مناقشة أفكار الطفل ومشاعره والحرص على مراقبة السلوك.
ويجدر بالذكر أن اضطراب قلق الانفصال يتزامن مع مشاكل نفسية أخرى.
يتم علاج اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال عادةً بوساطة العلاج النفسي، مثل الإرشاد النفسي أو العلاج بالتحدث، كما يمكن العمل مع معالج نفسي بهدف تقليل أعراض قلق الانفصال عند الأطفال، كما قد يوصف الطبيب الأدوية في بعض الأحيان.
ويعد العلاج السلوكي المعرفي من العلاجات الفعالة لقلق الانفصال عند الأطفال، إذ يتعلم الطفل من خلاله كيفية مواجهة مخاوف الانفصال والشك وتسهيل إدارتها، كما يشمل العلاج تعليم الوالدين كيفية الدعم العاطفي ومنح الاستقلالية المناسبة لعمر الطفل.
وقد يوصي الطبيب بالجمع بين الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي في بعض الأحيان، وذلك في حال كانت الأعراض شديدة، يوصف الطبيب مضادات الاكتئاب التي تعمل على تثبيط امتصاص السيروتونين الانتقائية.
يمكن للعائلة اتخاذ بعض الخطوات من أجل المساعدة في تخفيف أعراض قلق الانفصال عند الأطفال أثناء خوضه خطة علاجية لقلق الانفصال، ومن بينها ما يلي:
يجدر بالذكر أن من طرق العلاج الأخرى التأقلم مع الطفل ومجاراته، إذ يمكن أن يكون الطفل المصاب بهذا القلق محبطاً، ولذلك يكون مصدر قلق وخوف للوالدين.
وعليه يمكن تقديم الدعم المُطمئن وتشجيع الطفل على خوض التجارب الجديدة، والعمل على تطوير الاستقلالية مع تقديم الدعم العاطفي، كما يجب تدريبه على وداع الوالدين، وذلك من خلال ترك الطفل مع الطبيب النفسي محل الثقة لفترات قصيرة، كما أنه من الضروري تطوير علاقات داعمة للوالدين والطفل.
يتميز EasyDoc بأنه أحد تطبيقات التطبيب المتخصصة بالعمل عن بعد، إذ تعمل على مبدأ الطب الاتصالي الذي يتوافق مع إرشادات HIPAA في الحفاظ على سرية بيانات المريض.
يوفر إيزي دوك إمكانية الوصول إلى أطباء معتمدين في السعودية ومتخصصين في مجالات الطب المختلفة، مثل علاج ومتابعة الأمراض النفسية عن بعد؛ ويمكن الحصول على علاج موثوق في منزلك من خلال حجز موعد مع أطباء نفسيين يقدمون استشارات وعلاج نفسي، وخوض تجربة لا مثيل لها من خلال الاستفادة من الخدمات الصحية في مكان واحد.
جميع الحقوق محفوظة لـ EasyDoc ®