عدم التزام المرضى في اتباع التعليمات الطبية وخاصة تناول الأدوية التي توصف لهم من الأطباء في الأوقات بالجرعات المحددة هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل المرضى لا يحققون النتائج المتوقعة من علاجهم.
تشير دراسة أجرتها شركة ماكينزي McKinsey إلى أن %50 إلى %60 من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة لا يتناولون جرعات أدويتهم بانتظام، أو يأخذون جرعات الخاطئة، أو يتركون العلاج بعد فترة.
ويُعتقد أن %10 من حالات دخول المستشفى للمرضى وخاصة كبار السن يمكن تجنبها من خلال الالتزام بأخذ الادوية حسب الوصفة الطبية.
هناك ثلاثة مقاييس رئيسية لالتزام المريض بأخذ العلاج كما هو موصوف له من الطبيب:
1- الإصرار: وهو الوقت الذي يأخذ فيه المريض الدواء قبل التحول إلى دواء جديد أو التوقف عن العلاج تمامًا. يتم ذلك بقياس عدد المرضى الذين يواصلون صرف الوصفات الطبية الخاصة بهم.
2- الامتثال: وهو مدى التزام المرضى باتباع خطة العلاج الموضوعة لهم، ويتم ذلك بقياس عدد المرضى الدائمين الذين يصرفون جرعات العلاج الموصوف لهم في الموعد المحدد، ويستخدمونه بناءً على النشرة المرفقة للدواء.
3- الالتزام: اتباع المرضى لخطة العلاج بتناول الجرعات في الأوقات المحددة وحسب الجرعة الموصوفة وإعادة صرف الوصفة الطبية لنفس العلاج في الموعد المحدد. وتقاس بعدد المرضى الذين يصرفون جرعات الدواء الموصوفة لهم في الموعد المحدد، ويستخدمونه بناءً على النشرة المرفقة للدواء
تظهر البيانات نقصًا كبيرًا في الالتزام وخاصة في الأمراض المزمنة، حيث وجد أن %26 إلى %63 من المرضى لا يلتزمون بنظام العلاج المحدد في النشرة الطبية المرفقة بالدواء، علاوة على ذلك، وبعد عام واحد، وجد أن %50 أو أقل من المرضى ما زالوا يخضعون للعلاج نفسه.
العوامل التي قد تؤثر على الالتزام بشكل عام، يمكن تصنيفها إلى خمسة عوامل:
يعد الالتزام بشكل عام مشكلة في جميع المنتجات الدوائية، فحتى الأدوية الأكثر فعالية لا يلتزم بها ثلث المرضى، و تختلف معدلات الالتزام بشكل كبير على حسب نوع وطبيعة الدواء كما أن فعالية الدواء وجدول الجرعات البسيط وآلية صرف العلاج السهلة لها تأثير إيجابي عميق على الالتزام.
على سبيل المثال، وجد أن معدلات الالتزام باستعمال المراهم الموضعية أسوأ بكثير من الأدوية الفموية أو الحقن، نظرا للطبيعة الدهنية للأدوية الموضعية ولأن المرضى يبلغون عن عدم إعجابهم بالشكل والمظهر بعد استخدام تلك الادوية، كما أن هناك علاقة مرتبطة بفعالية الدواء وخطورة الحالة، وارتباط إيجابيً بين تكرار الجرعات العالي ومعدلات الالتزام الأعلى، واختلاف في الالتزام بين الأدوية التي تعطى عن طريق الفم والحقن، مما يشير إلى أن فعالية المواد القابلة للحقن تتغلب على إزعاج استخدامها.
قد يتأثر الالتزام أيضًا بعوامل مرتبطة بنظام الرعاية الصحية أو مقدمي الخدمات الصحية، مثل خبرة وتجربة الأطباء وآليات ممارساتهم وجودة الخدمة، وأنواع الأمراض المختلفة، لقد وجد أن التزام المريض يتفاوت بشكل كبير على حسب الأطباء المعالجين للحالات المرضية.
يمكن أن يكون هذا التباين في الالتزام المرتبط بتأثير الأطباء مدفوعًا بالعديد من العوامل، لعل من أهمها نوع وحجم وتخصصات المجمعات الطبية والمستشفيات، لقد وجد أن المرضى أكثر التزاما بالخطة العلاجية في المرافق الصحية الكبيرة والمتخصصة، منها في المرافق الصغير والتي تقدم خدمات صحية أولية.
يمكن أن ترتبط حالة المريض الصحية بمعدل الالتزام، في حالات الأمراض المزمنة وعند ظهور أعراض أو مضاعفات مرضية مصاحبة، فإن معدلات الالتزام بين المرضى الذين يعانون من تلك الأمراض مصاحبة عادة يكون أقل.
يمكن أن يكون العدد الهائل من الأدوية التي يتناولها المريض عاملاً مهمًا أيضًا، فقد أظهرت الدراسة السابقة أن المرضى الذين يتناولون أدوية متعددة في نفس الوقت يميلون إلى أن يكونوا أقل التزامًا بشكل ملحوظ.
يمكن أن تساهم العديد من العوامل المتعلقة بخدمة المريض الى فشل المريض في الالتزام بتناول الدواء، بما في ذلك العوامل الاجتماعية والسلوكية والديموغرافية. وتظهر الدراسات أن مستوى مشاركة المريض في المجتمع وسلوك تعامل أفراد الاسرة معه ومع حالته الصحية هي عوامل مؤثرة ومهمة.
على سبيل المثال، المرضى الذين لديهم عائلات كبيرة وأحفاد لديهم احتمالية أكبر للالتزام بنسبة %69 إلى %75، لذا من المهم تشجيع المرضى على أن يكونوا نشطين في مجتمعاتهم، بالإضافة إلى توفير المزيد من دعم من مقدمي الرعاية للمرضى الذين يفتقدون للمناخ الأسري.
تؤثر العوامل السابقة على نجاح الأعمال بالنسبة لشركات الأدوية وأنظمة الرعاية الصحية والممارسين الصحيين، ولتجنب تلك الآثار السلبية ومعالجتها يجب القيام بما يلي:
من الضروري تحديد العوامل المسببة لعدم الالتزام المريض بشكل فعال، وذلك من خلال تحليل البيانات لكل مريض، يمكن لشركات الأدوية ومقدمي خدمات الرعاية الصحية، وبناءً على تلك العوامل تصميم تدخلات مخصصة لدعمهم، يمكن أن يساعد استخدام هذا الطريقة المرضى إلى التزام أفضل، وإنقاذ مئات من الأرواح سنويًا.
EasyDoc هو أحد تطبيقات التطبيب عن بعد والطب الاتصالي تقدم لكم إمكانية الوصول لنخبة من أطبائنا المعتمدين والمتخصصين في شتى مجالات الطب والصحة. احصل الآن على علاج احترافي يمكنك الوثوق به وأنت في منزلك. قم بتنشيط تجربتك الصحية من خلال الحصول على كل ما تحتاجه من خدمات صحية من مكان واحد.
جميع الحقوق محفوظة لـ EasyDoc ®