أتاح التوسع في خدمات الرعاية الصحية عن بُعد في جميع أنحاء المملكة لأي شخص يعاني من مشكلة طبية غير طارئة الوصول إلى الطبيب عن طريق الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي tablet computer أو الكمبيوتر المحمول وغالبًا في غضون دقائق، أو على الأقل في نفس اليوم. ولكن الأمر مختلف بالنسبة للصم وضعاف السمع.
بالنسبة للصم وضعاف السمع، فإن الوصول إلى موفري الخدمات الصحية عن بُعد يمثل تحديًا أكبر. السبب بسيط: جلسات التطبيب عن بُعد تتطلب من المريض سماع ما يقوله الطبيب الموجود على الجانب الآخر من الشاشة.
نادرًا ما يُنظر إلى الأشخاص الصم أو ضعاف السمع على أنهم من ذوي الإعاقة، على عكس الشخص الكفيف الذي يمشي بدعم مع عصا أو شخص يستخدم كرسيًا متحركًا، وغالبًا ما يستخدم مصطلح "الإعاقة غير المرئية" للأشخاص الذين لا يسمعون، لأن إعاقتهم ليست واضحة للناس.
إن الصم وضعاف السمع يشكلون جزءًا غير بسيط من سكان المملكة العربية السعودية، وبحسب ما أفاد به الدكتور طلال الرزقي رئيس الجمعية السعودية لأمراض السمع والتخاطب: إن نسبة المواليد المصابين بمشاكل واضطرابات السمع والتخاطب بلغت 5%، مشدداً على ضرورة الاهتمام بهذه الفئة لأن تبعات الإصابة تؤدي للعقد النفسية، والعزلة عن المجتمع، كما أن سرعة التدخل تساهم في تجاوز الأزمة (غالبًا ما تواجه عائلات الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع تحديات في الحصول على الخدمات المناسبة من مقدمي الخدمات المؤهلين بشكل مباشر).
كما صرح الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله حجر مدير مركز الملك عبدالله التخصصي للأذن إن مشاكل السمع في المملكة تشهد تزايداً مستمراً ومعدلات الإصابة بأمراض السمع في المملكة تفوق النسب العالمية، لافتاً إلى أن المعدل العالمي لا يتجاوز واحداً في الألف، إلا أنه يتخطى ذلك في المملكة بسبب زواج الأقارب.
وأوضح الدكتور حجر أن المملكة تحتاج في الوقت الحالي إلى زراعة 1000 قوقعة إلكترونية سنوياً لعلاج المرضى من مشاكل السمع والصمم.
لقد أعطت التطورات السريعة في مجال الاتصالات والتقنيات الطبية فرصًا جديدة لتقديم خدمات مباشرة لتلبية الاحتياجات السمعية والكلامية واللغوية للأطفال والبالغين المصابين بفقدان السمع.
ولتحقيق هذه الغاية، يجب أن يكون اختصاصي السمع، وأخصائي أمراض النطق واللغة، ومسؤولو البرامج، ومقدمو الخدمات الآخرين على دراية ببرامج تقديم هذه الخدمات بدءًا من الرعاية الصحية عن بُعد والتطبيب عن بُعد والممارسة عن بعد، وبالمثل أصبحت أسر الأطفال والبالغين الذين يعانون من ضعف السمع والذين يستخدمون تقنيات السمع أكثر راحة في تلقي الخدمات المتعلقة بالرعاية الصحية من خلال استخدام البرامج المدعومة بالصوت والصورة والاتصال بالإنترنت، وأصبحت التكنولوجيا أرخص وأكثر موثوقية على نطاق واسع للاستخدام على أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية وحتى الهواتف الذكية.
وعلى سبيل المثال فإن العديد من المراكز الطبية والعيادات الخاصة في المملكة يقدم الأطباء فيها خدمات التشخيص والعلاج والمتابعة للمرضى من خلال التطبيب عن بُعد.
يتبنى أخصائي السمع وأخصائي أمراض النطق واللغة الممارسة عن بعد لتقديم الخدمات للمرضى الذين يعانون من تحديات أو اضطرابات مرتبطة بالسمع والتواصل، ويوفر التدخل عن بعد، وهو نموذج محدد للتدخل المبكر، خدمات موجهة إلى عائلات الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع ويقوم مقدمي الخدمة بتدريب الأبناء على تقنيات تسهيل اللغة.
ونظرًا لأن التطبيب عن بُعد والتمرين عن بُعد والتدخل عن بُعد أصبحوا أكثر شيوعًا يسعى اختصاصي السمع وأخصائي أمراض النطق واللغة بشكل متزايد الى دمج هذه الخدمات في برامجهم.
بالنسبة للبالغين المصابين بفقدان السمع الخلقي أو المكتسب، غالبًا ما يمكن تحقيق تحسن في المعالجة السمعية والفهم عندما يقترن استخدامهم لتقنية السمع المتقدمة (مثل المعينات السمعية الرقمية وزراعة القوقعة الالكترونية) وخدمات إعادة التأهيل السمعي التي يقدمها ممارسون مدربون جيدًا.
قد تؤثر عدة عوامل على أداء الشخص البالغ باستخدام تقنية السمع الخاصة به، مثل عمر بداية الصمم أو مدة الصمم، والسمع المتبقي الذي قد يحتفظ به الفرد، ومقدار الوقت الذي يتم فيه ارتداء المعينات السمعية أو غرسات القوقعة الصناعية، وفرصة الاستماع إلى المحادثات أو المشاركة فيها.
بالنسبة للمرضى البالغين الذين يتلقون الخدمات من خلال التطبيب عن بُعد، تركز كل جلسة على احتياجات الاتصال الفردية في مجالات المعالجة السمعية وكفاءة المحادثة الشاملة، وتبدأ الجلسة عادةً بمناقشة كيفية أداء المريض خلال الأسبوع الماضي منذ الجلسة السابقة، ويتم تسجيل أي تغييرات ملحوظة في اتصال المريض في ملفه، سواء كانت إيجابية أو سلبية، بعد ذلك، عادةً ما يكون لدى معظم المرضى أهداف تستهدف التمييز السمعي ومهام تحديد الهوية على مستوى الصوت والكلمة.
يمكن لمقدمي الخدمة تقديم خدمات البرمجة للمعينات السمعية من أي مكان للمريض إذا كان لديه التطبيق على هاتفه، لكن عندما لا يكون لدى المريض تطبيق لبرمجة المعينات السمعية أو يحتاج إلى تغييرات في البرمجة، يجب عليه الذهاب إلى العيادة من أجل هذه الخدمة (توفير خدمات رعاية السمع الكاملة بما في ذلك تنظير الأذن واختبارات المعينات السمعية والتجهيزات يجب أن تتم في العيادة).
ومن أجل توفير تفاعلات ثنائية الاتجاه بين الطبيب أو المختص والمريض عند عدم استخدام تطبيق الشركة المصنعة للمعينات السمعية، يجب على المريض ومقدم الخدمة تحميل تطبيق النظام الأساسي للصوت والفيديو مثل: Facebook Messenger video chat / Apple FaceTime/ Google Hangouts video / WhatsApp video chat/ Skype / Zoom.
سيحدد الطبيب موعدًا، ويرسل رابط الموعد إلى المريض عبر البريد الإلكتروني، ويمكن للمريض الوصول إلى الرابط ويثبت التطبيق على هاتفه أو على سطح المكتب.
لتنفيذ خدمة التطبيب عن بُعد الكاملة للرعاية السمعية، قد يستغرق ذلك بعض الوقت وبعض الخبرة الفنية، يمكن للعيادات أو مقدمي الخدمة تدريب المرضى على خطوات الاتصال الصوتي والمرئي وبصورة متكررة حتى يصبح موعد التطبيب عن بُعد سلسًا ومحببا للمريض.
وفي النهاية، تختلف مهارات الاتصال المطلوبة عبر التطبيب عن بُعد قليلاً عن زيارة العيادة. هناك حاجة إلى بناء الثقة مع المريض خارج العيادة والحفاظ عليها خلال عملية المتابعة والاستشارة.
تشير العديد من استطلاعات رضا المرضى إلى أن تجربة التطبيب عن بُعد كانت أفضل من زيارة الطبيب شخصيا في العيادة.
EasyDoc هو أحد تطبيقات التطبيب عن بعد والطب الاتصالي تقدم لكم إمكانية الوصول لنخبة من أطبائنا المعتمدين والمتخصصين في شتى مجالات الطب والصحة. احصل الآن على علاج احترافي يمكنك الوثوق به وأنت في منزلك. قم بتنشيط تجربتك الصحية من خلال الحصول على كل ما تحتاجه من خدمات صحية من مكان واحد.
جميع الحقوق محفوظة لـ EasyDoc ®